إنقاذ عسكر… قصة طفل نجا من بئر الموت – WATAN

إنقاذ عسكر... قصة طفل نجا من بئر الموت

تعتمد بلدة الطفل عسكر شمالي سوريا، على الزراعة كمصدر رزق أساسي لها. يحتوي كل منزل في المنطقة على بئر مياه لتلبية احتياجات متعددة، من الري إلى الاستخدامات المنزلية. ومع ذلك، جاءت لحظة غير متوقعة عندما تغيرت الأمور تماما.

عسكر، طفل كسائر الأطفال يحب الحركة واللعب مع أصدقائه، كان يتسلق بجوار المنزل عندما سقط في بئر الماء. كانت فتحة البئر الضيقة تهدده بالخطر، بسبب قلة الاوكسجين في أعماق البئر، لكن الحظ كان إلى جانبه. واستجابت فرق الإنقاذ سريعا، حيث قامت بإنزال الحبال لإنقاذه من عمق 3 أمتار تحت سطح الأرض.

واستمرت عملية الإنقاذ المعقدة لمدة خمس ساعات متواصلة، باستخدام الأدوات والآلات الثقيلة بكل ما توافر من احترافية وجهد. ولم تكن عملية الإنقاذ سوى البداية، حيث تم نقل عسكر بعدها إلى مشفى إدلب حيث تلقى الرعاية الطبية اللازمة. وتضافرت جهود فرق الرعاية الطبية في المستشفى وعملت جاهدة لإنقاذ حياته، حيث كانت في حاجة ماسة إلى وحدات الدم والعناية المركزة.

وعندما وصل طلب الدم إلى بنك الدم وطن 3 في مدينة إدلب، سارعت فرق الإسعاف إلى نقل وحدات الدم المناسبة لعسكر بعد إجراء تحليل دم دقيق للتأكد من سلامتها وتوافقها. وفي وقت قياسي وصلت هذه الوحدات إلى المستشفى جاهزة لإجراء عملية نقل الدم المنقذة للحياة.

وبعد حصوله على الوحدات الحيوية والرعاية الشاملة استقرت حالة عسكر. هذه الجهود بكل تفاصيلها أنقذته من حادثة مأساوية لن تمحى من ذاكرته، ولا ذاكرة والديه.

عندما نتحدث عن استجابة وطن العاجلة والسريعة في القطاع الصحي، لا يمكننا أن نتجاهل الجهود الجبارة التي تبذل لتقديم الخدمات الضرورية. ومن أبرز هذه الجهود توفير 9000 وحدة دم شهرياً لمختلف الفئات، ضمن مساهمات 8 بنوك دم تابعة لوطن، تنتشر من مدينة الباب إلى إدلب. هذه المبادرة ليست مجرد إنجاز طبي، ولكنها هي طوق نجاة لا يُقدَّر بثمن للعديد من الأرواح.

هنا لا بد لنا من تسليط الضوء على أهمية تأثير الأفعال الفردية التي يبادر بها أهالي شمال غرب سوريا وعلى أهمية وحدات الدم التي يتبرعون بها. إنهم ينقذون حياة الكثير مثل حياة عسكر، وسيستمرون في إنقاذ مئات الأطفال والجرحى في أصعب أوقاتهم، حيث كل قطرة دم هي الفارق بين الحياة والموت.

دعونا نستمر في إحياء هذه القصص لأنها تعلمنا ليس فقط كيف نتحلى بالصبر، بل أيضًا كيف نعيش.

DECLINE